أحيوا بقايا العروبة

الكاتب:

20 أكتوبر, 2011 لاتوجد تعليقات

2011 العام الذي انتفض فيه العرب، هكذا سينطق التاريخ، مدوناً تلك اللحظات بالتفصيل، روايات متعددة لن يبقى منها سوى الحقيقة، أجيال متلاحقة تروي هذه الحكاية، لن تغفل تفاصيلها، وستتحدث عن بعض فصولها باشمئزاز.

هذه الثورات العربية التي تحيط بالعالم، تُشكل مرحلة تاريخية جديدة: الكل يتحدث عن العرب، الكل ينطق اسمهم، أصبح الغرب يحاول نُطق العين كما هي، فزمان العروبة المشرق  قد آن وما كان لهم أن ينطقوا (عربي) بالألف مجدداً. هي العروبة، ذكرى من تاريخ مدفون، شوهته الأحداث ودفنت حقيقته المصالح، عاد للحياة من جديد، لا فضل لعربي ولا أعجمي في إحيائها، فالفضل كل الفضل لله جل جلاله الذي قدَر لرجل أن يبيع خضاره في عربة، انتفض فأحرق جسده ليُحيي موات العروبة.

لن أتحدث عن العروبة بقوامها المتكامل ولن أتحدث عن الثورات، لكن فصلاً من فصول هذه الثورات أثارني، وأعني تحديداً صفقة تبادل الأسرى التي قامت بها حركة حماس مع إسرائيل، وحرّك في نفسي أسئلة ربما على رأسها: ما هي الأدوار الحقيقية للدول العربية والإسلامية في فلسطين؟.

في أدوار الدول الإسلامية في القضية الفلسطينية يمكننا تأمل الدور الماليزي، لن نجد سوى محاولاتٍ قديمة من مهاتير محمد بخطب رنانة تحاول إثارة المحيط. ما هو الدور الإندونيسي في فلسطين؟ الجواب لا شيء. غيرها من الدول الإسلامية.. ما هو دورها في فلسطين؟ لا شيء للأسف، فجميع هذه الدول تنتظر تحركاً من قبل منظمة التعاون الإسلامي التي تُحركها سياسة دولة خليجية محددة رافضة مع الأسف لأي صوت سوى الصوت الرسمي الفلسطيني.

أما الدول العربية فأصوات يعلوها النشاز تجتمع فيما يسمى جامعة الدول العربية لتجهض فكرة المقاومة الفلسطينية.

جهتان مثل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي تشترك فلسطين بهما في الأولى بصفتها عربية وفي الثانية بصفتها إسلامية، جهتان تمثلان الجانب الرسمي وتتبع حذو القذة ما تمليه عليها سياسات الجهاز الرسمي الفلسطيني الذي بدوره يرسم خارطة الطريق للقضية الفلسطينية: خارطة مشوهة خالية من روح المقاومة، لا شيء فيها سوى مفاوضات جوفاء بمآلات بيِّنة تؤمن مصالح طغمة فاسدة، وفي النهاية لا شيء يصب لمصلحة القضية الفلسطينية.

مما سبق يجب علينا استثناء  قطر، تركيا، إيران، سوريا فهي الدول الأكثر دعماً لفلسطين والأكثر حراكاً فيها بغض النظر عن مصالحها ونواياها، ومع الربيع العربي الآن نجد النظام السوري يتهاوى وإيران تخسر حليفها الوحيد في المنطقة، لذا ستكون قطر رائدة الدول العربية وتركيا رائدة الدول الإسلامية وستكون الدفة بيد هاتين الدولتين، دولة تشارك فلسطين عروبتها وأخرى تشاركها إسلاميتها، أما الدول التي تدعي الريادة في المنطقة فلن يكون لها دور في المستقبل لا في فلسطين ولا في غيرها إن لم تتدارك نفسها إن كان هناك بقيةٌ من سياسة!

من الذي سيدعم فلسطين حقيقة في المستقبل؟ ومن الذي سينصرها؟ ومن الذي يربطه معها تاريخ واحد؟  ومن الذي يشاركها نفس المصير ؟.

أقول: أحيوا بقايا العروبة لأجل فلسطين .

خاص بموقع “المقال”

Twitter Digg Delicious Stumbleupon Technorati Facebook Email

لا يوجد مقالات ذات صلة

لا توجد تعليقات... دع تعليقك

دع ردأً

يجب أن تكون مسجل دخول لإضافة تعليق