المقال

لم يكن عبدالحميد الثاني مبتكرًا لهذا اللقب (خادم الحرمين الشريفين)، لكنه أصرَ عليه بصفته جزءًا من مربعات صغيرة هشة تشكّل “شرعيته” الرمزية وحمايته للبيتين الشريفين. تلك الهشاشة السياسية أوجدت حزمة واسعة من الألقاب تاريخيًّا تبدأ بنصير الدين والحاكم بأمر الله والقائم بأمره والعاصم والمعتصم والهادي والمهدي والناصر والمنتصر… إلخ، التي كلما جدَ سلطان تاريخي استبد […]

حينما أتحدث عن “حسم” (جمعية الحقوق المدنية والسياسية السعودية) فليست قضيتي هي أشخاصها وأعضاؤها فلكل أحد حقه الطبيعي في الاختلاف والرأي والنقد، ولكني أتحدث عنها هنا كجزء فاعل من حراك الإصلاح المدني في السعودية في ضمن أسماء واتجاهات ورؤى إصلاحية فاعلة أخرى. أتحدث عن موضوع “محاكمة حسم” هنا كقضية رأي عام أضافت للحراك الإصلاحي والحقوقي […]

في 22/5/1343 هـ = 1924م في أوج انتشاء الملك عبدالعزيز بدخول الحجاز، وكعقد اجتماعي مفترض كما فهمه أهل الحجاز ولكي يطمئن الحجازيين وغيرهم على ديارهم وأموالهم وإرادتهم الحرة؛ جمعهم في صعيد واحد وألقى فيهم خطابًا شعبيًّا حول اعتماد الدولة بشكل أساس على قيمة الشورى والمشاركة الشعبية ودور الأمة في السياسة فقال نصًّا: “وما أرى لكم […]

يقال بأن رجلا بسيطًا تاجرًا في الماضي كان يجوب البلاد إما بحثا عن سوق رائجة أو عن مشترٍ باسط اليد، فمرَّ على منطقة مشتعلة بالخلاف المذهبي بين الشافعية والأحناف في حالة استقطاب سياسي حاد كما يمكن تسميته، وفي نقطة تفتيش مذهبية أوقفته مجموعة أمنية لتمتحنه في مذهبه، فأحاطوا به إحاطة السوار بالمعصم، وفي أيديهم السلاح […]

قبل سنوات سمعت أحد المهتمين بالدعوة الإسلامية يحذر من “التيارات المنحرفة” مطالبا بتتبع “هؤلاء الزنادقة” كما يرى، بل المطالبة بقتل من يستحق ذلك منهم كما يعبر، متغنيا بالمجد التاريخي الذي صنعه الخليفة المهدي في تشكيله لجنة عباسية لتتبع الزنادقة وقتالهم كما اشتهر عنه. صعقتني هذه الدعوة، وهزني أكثر قراءتي القديمة في الكتاب التاريخي الأهم في […]

واحرّ قلباه ممن قلبه شبمُ … ومن بجسمي وحالي عنده سقمُ ! هكذا ابتدأ أبو محسد ونبي الشعراء الملقب بأبي الطيب المتنبي بكائيته التاريخية على لحظة الغرام السياسية التي جمعته بسيف الدولة في قصيدة هي من روائع ما صنع المتنبي ومن أكثر قصائده شهرةً حيث أبياتها المتعددة التي صارت حكماً ثابتة متداولة. وحين قرأ الأديب […]