لماذا أرغب في حرق جواز سفري الاسرائيلي.

الكاتب:

27 يوليو, 2014 لاتوجد تعليقات

ميرا بار هيليل

ترجمة الأستاذة : غادة بن عميرة

لا يمكنني أن أتابع بصمت ما يقوم به السياسيون الاسرائيليون – من أمثال “ايليت شاكيد”- من تجاهل سافر لموت أطفال ونساء فلسطينيون.
“ايليت شاكيد” هذه الشابة الجميلة التي تحمل شهادة جامعية في هندسة الكمبيوترات وتعد عضو في البرلمان الاسرائيلي، هي السبب الذي يدفعني إلى الرغبة في إحراق جواز سفري الاسرائيلي. فخلف هاتين العينين البريئتين يقبع الشيطان. فهذه المرأة  تمثل حزب الوطن اليهودي اليميني المتطرف في الكنيست، وهذا يعني أنها تدعم “بنيامين نتنياهو” في حال ظننتم استحالة هذا الأمر.
كتبت “إيليت” هذه العبارة على صفحتها على موقع الفيس بوك يوم الأثنين: ” خلف كل إرهابي يوجد عشرات النساء والرجال الذين يدعمون انخراطه في الإرهاب. وبهذا يعدون جميعا أعداء مقاتلين يجب القضاء عليهم. وهذا يشمل بالطبع أمهات الشهداء اللاتي يرسلن أبنائهن للجحيم بالورود والقبلات. يجب علينا أن نلحقهن بأبنائهن فلا شيء أكثر عدلا من ذلك.  يجب القضاء عليهن وعلى المنازل التي ربين فيها تلك الأفاعي، وإلا فإن المزيد من الأفاعي ستخرج منها.”
وقبل أسبوع من اختطاف وقتل محمد أبو خضير حرقا حتى الموت، كتبت “شاكيد”: ” في الحقيقة هذه ليست حربًا على الإرهاب، ولا حربًا ضد المتطرفين، ولا حتى حرب ضد السلطة الفلسطينية. الحقيقة هي أن هذه حرب بين شعبين. من العدو؟ الشعب الفلسطيني. لماذا؟ اسألوهم، فهم من بدأ بالعدوان.”
وهكذا قامت “شاكيد” بتصنيف أبو خضير على أنه عدو قبل حادثة مقتله الوحشية -كما دعت بعدها- دون أدنى احساس بالندم لقتل الفلسطينيات وأبنائهن الذين لم يولدوا بعد.
جعلتني “شاكيد” أفكر بشقيقة والدتي “كلارا” وأطفالها الثلاثة الذين كانوا يعيشون في كاراكوف عندما اجتاحها الألمان عام ١٩٣٩.  قام الألمان وقتها بتصنيف اليهود جميعًا على أنهم أعداء يجب التخلص منهم خاصة النساء وأطفالهن (الأفاعي) الذين لم يولدوا بعد. “لماذا؟ اسألوهم، فهم من بدأوا” هذا كان جواب النازيين عند سؤالهم.
لم يتسنّ لي مقابلة خالتي “كلارا” ولا أطفالها لأنهم قضوا نحبهم عام ١٩٤٢، ولكنني التقيت بخالي “روميك” الذي نجى بسبب عمله في مصنع أوسكار شيندلر،  وزوجته “يتي” التي نجت بسبب اتقانها للغة الألمانية حيث أدعت أنها سيدة ألمانية من الطبقة الراقية تخلت عن زوجها اليهودي البولندي.
أما شقيق والدي “شامويل” وعائلته فقد قضوا نحبهم قبل أن تتسنى لي فرصة لقائهم، فقد ماتوا في نفس معسكر الاعتقال الذي ماتت فيه “آن فرانك” بعدما هربوا من برلين إلى هولندا.
أعلم تماما معنى أن تكون ضحية عاجزة تعيش وتموت تحت رحمة مضطهدها، كما أعلم تماما أن الاسرائيلين اليوم لم يعودوا الضحايا بل أصبحوا هم الجناة في هذه الأزمة. نعم، حماس ليست إلا مجموعة قتلة يملؤهم الحقد والكراهية، وويل لاسرائيل إذا ما استطاعوا النجاح في مخططاتهم. ومع ذلك تظل الحقيقة هي: أن اسرائيل هي من تملك الدبابات والقنابل والجيش والرؤوس النووية وقوات الدفاع؛ بينما لا يملك الفلسطينيون في غزة أي من ذلك، بل حتى أن مدارسهم ومشافيهم لم تسلم من القصف.
حصلت “شاكيد” على ما تتمناه، حيث تجاوزت أعداد القتلى في غزة المائة ٢٠٪ منهم أطفال. بالإضافة لمئات الجرحى الذين يعانون من قصف المستشفايات وشح شديد في المستلزمات الطبية.
أما في اسرائيل، فلم تتمكن حماس، رغم جهودها الحثيثة، من قتل اسرائيلي واحد ولا حتى في إحداث أضرار جدية، عدا عن حادثة مقاطعة وتخريب حفل زفاف واحد ضجت به وسائل الإعلام.
وبينما كانت اسرائيل تمطر غزة بوابل من الصواريخ، كانت المراهقات الاسرائيليات يصورن أنفسهن صورًا شبه عارية تحمل رسائلهن السياسية. حيث كتبت إحداهن في تغريدة قامت بحذفها لاحقًا: “الموت للعرب الشواذ” بينما قالت أخرى:” أتمنى أن يصاب العرب بالشلل ويموتوا أشنع موت”، كما كتبت مراهقة أخرى في تويتر: ” الموت للعرب – صفة بذيئة-“.
بعدما رأيت هذه الوجوه الملائكية للشيطان تتلفظ بدعوة للإبادة الجماعية للعرب، أمسكت بجواز سفري وعلبة كبريت مرددةً: ” ليس باسمي، ليس باسمي!”
خاص بموقع “المقال”
Twitter Digg Delicious Stumbleupon Technorati Facebook Email

لا توجد تعليقات... دع تعليقك

دع ردأً

يجب أن تكون مسجل دخول لإضافة تعليق