الدين والسياسة والجنس في الروايات السعودية

الكاتب:

8 أبريل, 2014 لاتوجد تعليقات

عبرت رواية: ” الحمام لا يطير في بريدة ”  ليوسف المحيميد، من إصدار المركز الثقافي العربي، كأحد الروايات عن معنى الدين والجنس بشكل أخص في البيئة المحلية السعودية ، وكان لها رواج كبير وقت صدورها .

كتبت الرواية في 360 صفحة من القطع المتوسط ، ونفذت النسخ في الأسبوع الثاني من المعرض قبل أربع سنوات .

للمؤلف عدد من الروايات:

فخاخ الرائحة ترجم لثلاث لغات

القارورة

نزهة الدلفين.

المؤلف يميل إلى استصناع صورة في ذهن القارئ عن المجتمع ، صورة مختنقة تثير الاشمئزاز عن التدين الذي يقتل الحب، ويجعل الحياة مللاً لا قيمة لها .

منهج الرواية  يرتكز على بلورة صورة كلية يستحيل معها استصلاح الدين والتدين في المجتمع.

يبرهن المؤلف على فساد الدين والتدين بسياقات مختلفة في أماكن متعددة

الدين والتدين والمتدينون كلهم قالب واحد، سواء أكانوا ، صادقين أو انتهازيين، فالمتدين أياً كان جنسه فهو متخلف، والدين عدو المتعة والحياة ، وسلوك يقتل البراءة والحب، والمتدين ليس إلا شراً محضاً، إن حل في مكان احتله، وإن تمكن فرض قوانينه ، وطرد البسمة من النافذة .

الفكرة الأخرى في الرواية هي الجنس  التي يستجمع فيها المؤلف طاقته لصناعة حياة  قائمة على المتعة الجسدية ، والحرية التامة في الاستمتاع .

أما السياسة فهي الأقل شأناً في الرواية وجاءت بإشارات عابرة ، فالسياسي على ما يبدو هي الجانب الذي يجب الحذر من الحديث عنه أو مساسه في عامة الروايات السعودية بأية إساءة .

في الرواية صور يؤكد بعضها بعضاً في تحديد ظاهرة التدين المتخلف في المجتمع

كما يلي:

1 ـ جهاز الهيئة بتلك الهيئة المتخلفة الذي قبض على فهد وطرفه في ستار بوكس . رغم عدم وجود أي سلوك ظاهري في المقهى يدل على الشك فيهما إلا أن المشكلة في تواطؤ خارجي قاد الهيئة للمقهى .

2ـ صورة أخرى : في بريدة حيث يشير إلى سلوك بعض العوائل المتشددة التي بلغ تشددها إلى غسل الديك من الجنابة كي تتطهر .

3ـ في سياق سردي آخر عن التشدد : يسمي أهل بريدة الدرجات الهوائية بحصان إبليس

4 ـ يبلغ الاختناق مداه وهم يقاومون مكبر الصوت فهو بدعة استوجبت قصفة ببندقية سكتون.

5ـ بعض أهالي بريدة يخفي المذياع، إلى درجة اعتبار ذلك كمن يضع عاهراً في غرفته

6 ـ صورة أخرى يعرضها المؤلف في طريقة المتشددين في حكمهم على الأشياء  واستجلاء الحقائق، فهم بمجرد مخالفة القول السائد، ودون مناقشة أو استيضاح، تبدو الأحكام جاهزة لديهم بالتبديع ومن ثم تكون النصيحة باتباع رأي متشدد آخر، فحين سئل أحد الشيوخ تلميذه عن رأيه في كروية الأرض، أجاب بجواب يختلف عن السائد العام،

7ـ يحكي المؤلف قصة مظاهرة وقعت في بريدة ، مظاهرة تعترض على الأساليب الوحشية التي يتعامل فيها المجتمع مع كل مظهر جديد، وقف هؤلأ الشباب وعددهم 19 عند قصر بن “مهنا” مرددين يسقط ابن بتال يعيش الشباب، وابن بتال هو صاحب القصر .

 8ـ قصة أخرى يحكي فيها المؤلف أن وفداً من أهالي بريدة ذهبوا للملك فيصل ونصبوا خيمة أمام القصر منكرين عليه فتح مدرسة للبنات .

9ـ يحاول المؤلف أن يظهر براءة رجل خلا بامرأة أجنبية مقابل تدمير كل حياته بسبب هذه الخلوة !

فهو يجعل مقابل الفعل الصغير عقوبات تحطم شخصية الفاعل وتقضي على كل طموحه ، وتجعله رهناً للإحباط والحياة البائسة من قبل أجهزة الشرطة الدينية ، وينتقل المؤلف بعد أن يتوقف عند كل مقطع إلى صور من الغلو والتشدد، يعين القارئ فيها على الخروج بصورة قاتمة وليست موقف الهيئة فقط بل الهيئة هي منتج نهائي للتخلف والتسلط.

10ـ يحاول المؤلف ربطاً أكثر من خلال العلاقات التي تربط فهد بأصدقائه أو عمه أو أبناء خاله الخ ، ويظهر من تلك العلاقات صور أخرى للتشدد، والعبث بالدين، فابن خال فهد في كلية الطب منشغل بالاحتساب على المنكرات ، ويقوم متشددون في كلية الحاسب بتعديل درجاته لينجح، لأنه من المجاهدين في الاحتساب ، هكذا يرسم المؤلف صورة أخرى  عن المتدين وسلوكيات المتدينين في المجتمع.

11ـ صورة أخرى يعرضها المؤلف عن عم فهد الذي يستغل إمامة المسجد في ترويج البخور ودهن العود ، ويتلاعب على المصلين ليبيعهم ويحرجهم بالشراء منه في غرفة صغيرة بعد أن كان يعطر المسجد ليوقع بالمصلين ليشترو منه ، ثم استطاع بعلاقاته أن يضمن رحلة سنوية مدفوعة الثمن كل عام من أجل الدعوة. وفي تلك السفرة يجمع من دهن العود والبخور في الهند وشرق آسيا وينكح ما طاب له من النساء ، لأمرين:  ليعلم المرأة الجاهلة أركان الإسلام ، ويحصن نفسه من كبائر الذنوب.

 المؤلف يعرض الزنا في جملة كبائر الذنوب مستهجناً ، ثم هذا العم لا يختار إلا الصغيرات مدعياً أنهن أسرع في تعلم الإسلام ، أما عن حقيقة ما يعلمه لهن من الإسلام فهو يعلمها كيف تفتح ساقيها ؟ وكيف تغتسل من الجنابة؟ وهو أثناء ذلك لا يكف عن مداعبة ثدييها وملاصقتها …! ، ولا يمتنع من جمع زوجتين ليكون التعليم جماعياً، وهو يعرض هذه الصور ليربط ذهن القارئ بصور شيخ دين يقوم بتلك السلوكيات الاستغلالية البشعة فهي صور لا عتب عليها في الحالات الطبيعية لكن المؤلف يعرضها ملتصقة بصورة شيخ دين وإمام لمسجد ، ثم ينتهي المشهد بصور هذا الشيخ الذي افتتح سبع محلات عود وأجلب له عدداً من الموظفين الأندونسيين ، وفي كل سنة يعود لمسجده في حي القدس والتنصيص على الحي كي لا تكون الصورة خيالية بل تقريبها للحقيقة ما أمكن لتكون أبلغ في التأثير، ولا ينسى أن يذكر القارئ بأن شيخ الدين يتباهى أمام زوجته الأولى بأنه قد أسلم على يديه مائة وعشرين رجلاً وامرأة، ليكمل القارئ الحقائق الناقصة في النص التي ليست سوى أسئلة عن ماهية هذا الدين الذي يلاحق امرأة في ستار بوكس ثم رجاله يقومون بكل هذا الاستغلال القذر للدين ؟!! ، ثم هذا العم الذي هدد أخيه سليمان قبل زواجه من الأردنية ثم بعد موته ، يتقدم لخطبتها ، وهو إمام المسجد ، ويسجل للقارئ سلوكيات هذا العم الذي سيتزوج الأرملة سها، ويستبدل أيامها التي يعرضها المؤلف بأجمل عرض ليكون البديل عن تلك الأيام الجميلة بسماع سورة الكهف! بل هذه الصور لا تجعل للقارئ مساحة في التفكير بوجود صور أخرى ترفض هذا النوع من التدين، فهي صور قاتمة مظلمة تمنع من التعقل في لحظة قراءة تلك القصص والصور المتتابعة .

12 ـ صورة قاتمة طردت البراءة من البيت بزواج العم شيخ المسجد من سها أم فهد وزوجة سليمان أخو العم ، يعرضها المؤلف في سياقات مختلفة ، فحين تداعب لولوه الصغيرة أخاها فهدا، فهي مداعبة افتقدوها منذ دخول هذا العم المتوحش إمام المسجد بيتهم ليتزوج أمهم .

13 ـ ينتقل المؤلف إلى مشهد أكثر صخباً، حيث يروي تفاصيل حادثة اليمامة التي وقعت أحداثها في الرياض ، ففهد وسعيد صديقان قررا أن يذهبا لمشاهد المسرحية وسط بلا وسطية، التي استعد لها “السرورية” “والإخوان” كما جاء على لسان المؤلف استعدوا لها بالأحذية والتخريب، فيما حاول المؤلف إعطاء صورة وصفية عن بنيتهم الشكلية التي شبهها في أحد لوحاته : بأن لحية أحدهم تشبه شعر العانة ! ولم يترك المؤلف حتى لحظة ذهابهم إلى المسرحية فقد توقف سعيد وفهد عند مقهى وقت الصلاة ليجداه مقفلاً تاركاً لوحة مغلق للصلاة ويضع عندها المؤلف علامة تعجب .

14 ـ ينقلنا المؤلف إلى صورة قاتمة أخرى عن صديق سعيد في المقهى في سياق حزين جداً عن راشد الذي فارقته زوجته بسبب فتوى بهجران تارك الصلاة ، يصل الحزن مداه حين يفترق مجلسهم ويتواعدون على مشاهدة مباراة نهائية في الملعب، يعلق أحدهم بأنه المكان الوحيد الذي لا يدخله أبو لحية !

15 ـ صور المؤلف هذا العم بالمحتل الذي احتل بيت سها وفرض قوانينه وشروطه وتدخل في كل حريات أبناء أخيه في شكلهم وملبسهم وألعابهم والتفريق بينهم ليس في المضجع بل في اللعب والتشكيك في تصرفات الإخوة مع بعضهم حين يلهون .

16 ـ صورة أخرى ينتقل فيها فهد من مدرسة الزهور إلى مدرسة أخرى يضربه معلم ” القرآن  الكريم ” على إصبعه ضرباً مبرحاً وهو طفل يافع حالم بالحياة ليقتل المعلم بسمة الطفل البريء بتلك الوحشية.

17 ـ انتقل المؤلف بعد ذلك إلى التركيز على الفكرة الأخرى وهي الجنس ، حيث الصور الجنسية المتتابعة . وفيها يصف كل جسد المرأة من خلال علاقات الحب واللقاءات والخلوات والوصف الدقيق للأماكن التي تلتقي فيها شخصيات الراوية .

18 ـ المؤلف لم يكتفِ فقط بالصور والعلاقات، لأن القالب التشويقي والعرض التفصيلي يجعل القارئ يعيش في حسرة لفوات المتع الهائلة التي يحاول تجسيدها بصورة محسوسة، فهو يصف أماكن اللقاءات والخلوات بدقة بالغة ويصف طريقة القبلات وجميع الحركات الجنسية في أسلوب سلس وسرد متتابع ، بل الفكرة الأساسية التي ينطلق منها أن كل تلك العلاقات هي من طبيعة الحياة وبدونها ليست الحياة إلا جحوراً  وأغلالاً، والتدخل في شؤون الآخرين ليس إلا حرماناً من حقوق أجزائهم السفلية !

19 ـ في كل تلك الصور الجنسية المتتابعة لم يترك المؤلف الربط بحالة التدين التي تعتبر تلك العلاقات المحرمة خارجة عن الدين والخلق .

20 ـ مشروع الغواية لا يقف عند حدود فتاة عشرينية أو شابة ، بل كل امرأة تضطرب نار شهوتها ، ولو كانت أماً لستة أبناء ، فجسدها ملكها يجب أن تمنحه فرصة اللذة والمتعة

 المؤلف يستهدف كل الأعمار وكل الممكنات العقلية من أجل قضاء المتعة وتصريفها .

في مشهد آخر من أجل الربط والتأكيد على بشاعة التدين وأثناء سرده لصور المتعة في فراش واحد تقوم الحبيبة ” طرفة ” باسترجاع ذكرياتها وكثرة الخيانات بين النساء المتزوجات، ولا تسترجع من تلك الذكريات والخيانات الزوجية سوى ليلى ” الداعية ” ” الملتزمة ” التي تذكر الناس وتتدخل في لباس البنات ، وتخون في السر، ولها علاقات حميمية !! وفي صورة أخرى يؤكد المؤلف بؤس الحالة الاجتماعية من خلال طرفة التي تسمع لصوت المؤذن فتشعر بنوع من ردة الفعل على الأذان فلا يزيدها راحة كما يدعي المتدينون بل هي في حالة ضجر

21ـ ولمزيد من الربط بحالة ببشاعة التدين في المجتمع يتحدث المؤلف عن طرفة التي تحولت حياتها إلى مجون وعلاقات، يحكي المؤلف نشأتها وكيف تكونت حياتها ، فيبدأ بسبب فصلها من المدرسة ، وبدايات الفصل من المدرسة بسبب شيخ كان يلقي محاضرة عند الطالبات، وكانت طرفة تثير الفوضى بينهن مما استدعى حضور المديرة إلى مشادة كلامية مع المديرة وانتهى الأمر بفصلها

22ـ تعمد المؤلف أن يذكر نشأة طرفة في حي السويدي، وهو الحي المعروف بشدة محافظة سكانه .

23 ـ الرواية كما سبق هي دليل إرشاد عملي ، ففيها تفاصيل العلاقات الحميمية كيف تبدأ وكيف تنتهي، وتحتزن تلك التفاصيل قدراً هائلاً من التشويق والمشاهد الساخنة جداً سواء كانت رسائل جوال منتقاه بعناية، أو أصوات وتأوهات، أو كلمات حب أو ممارسات جنسية بأوضاع مختلفة وفي أماكن مختلفة ، في مخططات الأراضي ، وفي السيارة، والشقق المفروشة، وقبلات عند اللقاء وعند الفراق ، وفي أماكن بعيدة عن الرياض

البنت في نظر سعيد صاحب فهد إن لم تخرج من المكالمة الثانية فعليك تركها فلا فائدة في إضاعة الوقت معها !

تحتوي الرواية على شفرات ومصطلحات مستخدمة مثل ” بنت جمعة ” وهي البنت الداعرة ولها سعر ، الشورت تايم بألف ريال ، وفي الاستراحات بألفين وخمسمائة ريال

 24ـ تشريع الخيانة من خلال مظهر التبرير والبحث عن مخارج، ففي أحد مشاهد الرواية يسوق المؤلف قصة وفاء وهي معلمة على بند الأمية ثم بقرار مفاجئ ألغيت عقود ثمانية آلاف معلمة وبقين بلا وظيفة وبلا راتب ، وعلى إثر ذلك تحولت وفاء إلى بنت ليل، لها سعر وأجر محدد .

تكرر فكرة التماس مخرج لتلك العلاقات بين الجنسين كانت في كل صور العلاقات بين الجنسين، وبين النوع الواحد، فكل علاقة تكونت كانت بدافع ، ويسوق هذا الدافع على القارئ في سياق محزن ومتلبس دائماً بحالة ظلم وقهر وتخلف وتشدد ديني وترصد تتعرض لها شخصيات الرواية ففهد وسعيد ونهى وطرفة وثريا ووفاء ليسوا إلا ضحايا .

المؤلف يحاصر القارئ بأكثر من جهة، فهي علاقات يجب أن تكون طبيعية ، ومن لا يريد ذلك ، فهي ستنشأ بسبب الاختناق الاجتماعي والديني والسياسي، ونشأتها في هذه الظروف تبرر وقوعها بل الوصول بتلك العلاقات إلى نهايتها ، أما مصير الصبر على تلك الاختناقات فسوف ينشأ عنها حالة من الركود والبلادة ، وقد جسد المؤلف ذلك في حياة لولو أخت فهد التي تأثرت بزوج أمها وعمها الذي فرض قوانينه وشروطه في المنزل فالتزمت ولكنها تعيش محرومة من كل شيء وليس من متع الحياة الجنسية فقط .

25ـ هناك شيء مهم في الرواية، فقارئ الرواية يدرك من الوهلة الأولى أن الحدود والحواجز والرقابة المشددة لا يمكن أن تمنع فتاة من اللقاء والاتصال وممارسة الجنس ولو على بعد ، فنهى أحد شخصيات الرواية لا تقابل حبيبها إلا ومعها كما يصور المؤلف جيش من الروم يقصد أهلها .

26 ـ في نهاية المطاف  فإن المتدين في الرواية إما جهاز هيئة له سلطة اجتماعية، أو سلفية “محتسبة” فجرت في الحرم ، أو قاعدة يذهب أفرادها للعراق، أو إخواني وسروري قذفوا الأحذية في كلية اليمامة على مسرحية وسطي بلا وسطية ، أو إمام مسجد انتهازي، أو شيخ يلقي محاضرة في مدرسة بنات ولشؤمة تفصل طالبة من الدراسة ، أو شباب حسبة في كلية طب! أو قراء دراويش يتسببون في موت أم فهد بعد أن ضربها الشيخ والعم بالعصا الغليظة وقيداها ثم شق إصبعها بالمشرط ليخرج الجني وكذلك فعلوا مع هيلة أخت سليمان…

27 ـ الدين في الراوية هو صوت علي الحذيفي يتلو سورة الكهف ويحل بدلاً عن صوت فيروز التي ملأت البيت حياة ومتعة ، وأذان مسجد يتناقض مع وقع الحياة ولا يبعث على الراحة كما يزعمون، والدين حياة صامتة روتينية رتيبة ليس فيها متع بل حتى نغمة الجوال تتحول إلى أذكار.

28ـ يلاحظ في الرواية أن كل سلوك ديني فله ظاهر وباطن وهو محل شك، ومرتبط دوماً بخيانة أو دناءة انتهازية

فالعم إمام مسجد لكنه انتهازي شهواني متعصب ضد كل ما هو نجدي ، وليلى الداعية التي تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في شؤون البنات وتلقي محاضرات دينية ، لها علاقات سرية مع شباب. وجهاز الهيئة يثني على العم الانتهازي، ويشتم ابن اخيه فهد بألفاظ نابية”

مو أنت يالتبن ” .

والشباب المحتسب على الاختلاط في كلية الطب، يسندهم آخرون في أجهزة الحاسب يقومون بتعديل درجاتهم.

وعبدالكريم ” الجهادي ” يترك زوجته طرفة في حالة يرثى لها ويذهب للعراق ، فهو يتزوج لقضاء وطره ويعلم أنه سيذهب للجهاد بعد مدة من زواجه .

 والقاضي يشارك العم في رأيه بأن موت أم فهد قضاء وقدر، والضرب مشروع ….

حاول المؤلف رسم صورة عن الحريات والقمع الأمني من خلال أحداث مكة وجهيمان ، ومن خلال التعامل الأمني مع الجماعات الدينية وبإشارة عابرة وبسيطة عن التعذيب ، ومن خلال اللغة الساخرة المفرطة كما في مشهد طرفة التي يسميها المؤلف ملكة الأزمات والمآسي فهي حين تشاهد فهد مكتئباً حائراً فتقول له : ” ابتسم أنت في مملكة الإنسانية “

وبلفتة سريعة يتحدث المؤلف بلغة ساخرة عن طاعة ولي الأمر ، ثم بلفتة أخرى يتحدث

المؤلف وهو يعرض لصورة المجتمع المتخلف الذي يدمر الحياة والحب واللهو البريء، لا يتحدث عن المجتمع المتحضر في حقوق الناس في الدفاع عن أنفسهم والتشريعات القانونية التي تكفل لهم الحقوق

هو معني بصورة المجتمع الذي يحارب اللهو والعبث البريء الشهواني متخلف قمعي سوداوي ، لكن لا يمهمه إن كان هذا المجتمع يضبط الحقوق الأخرى

ـ  ذكرت سابقاً أن المؤلف يؤكد على شرعية العلاقات بأنواعها بأكثر من صورة ففي أكثر من مقطع في الرواية يقدم طرفة حبيبة فهد بصورة حزينة مظلومة بريئة، لا تريد سوى مشاركة حبيبها فهد في احزانه ، فهد الذي عاش طفولته مكلوماً حزيناً ، مع أب مشرد بين السجن والرفض من قبل عائلته التي رأت فيه النقص، يحاول المؤلف الخروج بصورة عن فهد وهو شاب فقد كل شيء ووجد ضالته في طرفه تلك البنت الجميلة الحنونه العاشقة التي على يديه يمكن أن تخرج فهد من حياة البؤس  التي لازمته في مفترق حياته .

ـ من غرائب الرواية أن المؤلف يصور الجماعات العنفية أنها من صنع الحكومات والمجتمع وأمريكا والعالم !!

تقول الروائية حليمة مظفر عن رواية يوسف :

راجت الروايات التي ركزت على الجنس على الرغم من ضعف قيمتها الفنية والسردية، ولا يعني ذلك أني ضد وجود الجنس بالرواية بل أنا معه،  ولكني مع التوظيف الفني له ضمن السرد لا أن يُقحم إقحاما في الرواية وكأنها سيرة جنسية لا سيرة حياة لشخص ما.

خاص بموقع “المقال”

Twitter Digg Delicious Stumbleupon Technorati Facebook Email

عن محمد العبدالكريم

كاتب وأستاذ أصول الفقه بكلية الشريعة
زيارة صفحة الكاتب على تويتر

لا توجد تعليقات... دع تعليقك

دع ردأً

يجب أن تكون مسجل دخول لإضافة تعليق